والحقيقة أن معرفة أسباب نزول الأيات القرآنية له فائدة عظيمة لا يدركها إلا القليل، فسبب نزول هذه الآية أو تلك يعين على فهم هذه الآية أو الآيات ودفع الإشكال عنها، ومعرفة مقاصدها معرفة سليمة، وتفسيرها صحيحا. قال الإمام ابن تيميه رحمه الله: "معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم المسبب" و عن طريق هذا الفهم: يتيسر الحفظ، ويسهل الفهم، ويزول الإشكال، ويثبت الحق، ويزهق الباطل، وتعرف الحكمة فيما شرعه الله تعالى من أحكام، وبذلك يزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم. ولا طريق لمعرفة أسباب النزول، ألا النقل الصحيح عن الصحابة، فهم الذين عاصروا نزول القرآن، وهم الذين نقلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الآية أو الآيات نزلت في حادثة كذا، أو للإجابة على سؤال موضوعه كذا.